لماذا أنتِ..
لماذا أنت.. أيتها الشقية
قَرّرَ "الأحزابُ" قتلكِ
زوّروا الكلماتِ.. كتبوا المسرحية
أطماعهم خلقت من الوهم قضية
أرسلوا الجيشَ، جحيماً وعساكرْ
والطائراتِ محلّقاتٍ في الفضاءْ
تلقي ببغداد القنابلْ
صوّبوا بالموتِ نارَ المدفعية
ولا يهم من الضحية
قتلت الأطفال أم قتلت نساءْ
"نجَفاً" أبادوها نذيراُ بالشقاءْ
ثم ذبحوا "كربلاء"
ليست لها ثمنٌ.. دماءُ الأبرياء
أحرق البترول نفساً همجية
رجعت لفطرتها.. لعصر البربرية
* * *
قتلوكِ يا بغدادْ..
قتلوكِ إذ قتلوكِ
وسقوكِ الألمْ
صلبوكْ ظلماً.. حمّلوكِ جميعَ أخطاء البشرْ
لفوا ضفائركِ بإكليل الشَّرَرْ
أشعلوا النيران فيها
أطفئوا.. عن ليل بغداد القمرْ
بغدادُ إنّ حكايةَ الإشعاع أسخفُ كذبةٍ قِيلتْ..
هذا هو التاريخ شاهدْ
كل من في الأرض ثائر
فرّتِ الكلماتُ من أسر الحناجرْ
وذريعةُ الإرهابِ رفضتها المنابرْ
هذا هو التاريخُ يا بغدادُ حائرْ
أغرقوا الطلقاتِ في صدر الرجولةْ
و قنابل الأحقادِ تلتهم الطفولة
قصفوكِ..
قصفوكِ يا بغدادُ يا رمزَ البطولة
الدمعُ منسكبٌ عليكِ
فهل تُرى؟..
من عيننا يوماً ستمسحه الأناملْ
هل يا تُرى؟..
سيعود "دجلةُ" جارياً بين السنابلْ
بغداد نخلاتٌ بأرضك سامقات
خرّت بأرجلها الخواطر
الشعر بين يديكِ صابر
رجموكِ..
رجموكِ يا أمّ "الرشيدِ" وأخت "بابلْ"
هل يا ترى؟!..
من بعدِ موتكِ سوفَ تنتحرُ القنابلْ
دنّسوا ثدييكِ يا أمَّ الحضارةْ
أطبقوا شفتيكِ.. يا مهد العبارة
ذبحوا الكلامَ.. و مزّقوا حتّى الصحافةْ
دفنوا الحقيقةَ بين أنقاضِ "الرصافةْ"
و حمامةً بيضاءَ مرت من هناكْ
هناكَ شنقوها بحبلٍ من مسدْ
هي لم تكن تدري
بأن السّلم ليس يحلُّ في أرض العربْ
فالناسُ في بلدي.. تموتُ بلا سببْ
* * *
بغدادُ إذْ سقطتْ..
فمنْ باع القضية؟؟
من خبأ الطبلَ وأغمدَ سيفه
و استمرأ العارَ.. ونسيَ "القادسية"
من فرَّ من "حطينَ"، تَرَكَ البندقية
من هادَن الأعداءَ، من طلب الدَّنية
سأقولُ يا بغداد عن أهلي العجائبْ
فرعي عن الأغصان غائب
لفظتك يا قمري الكواكب
لغتي تخبأها العواقب
خيلي تروّضها المكاسب
والخائنون وكلّ منتفعٍ وكاذبْ
ها نحن يا بغدادُ.. تحكمنا العناكب..
شكراً لهمْ..
فــ"نزارُ" صارتْ وصمةً بين القبائلْ
وكرامةُ العربيّ صارت نكتةً
تُروى على صدر الرسائلْ
شكراً لهمْ..
بغدادُ عفوكِ.. أنهم لا يعبئون
لا يشعرون..
اسمع بهم يتنابزون
ابصر بهم يتهآمزون
ويشتمون.. و يلعنون
والأرض داميةٌ يمزقها الأنينْ
ها أنتِ يا بغدادُ خافضة الجبين
كيف أنتِ ستصبرينْ
من ظُلمِ "صدّامٍ".. لعدل الظالمينْ